---------------------------------------------------------

وكــن عفيف النظر ... شريف السماع ... كريم الخطى .. شديد الصبر والإصرار
�� كــُـن من القله التى تباشر أصعب المهام .. كن شخصاً يقول عنه الناس : من هُنا مر..... وهذا الأثر..............

تصفح معنا

اقـــرأ

آخــر الموضوعات

خطـوات صناعة ” البلطجـي والشبيـح ” فى المجتمعات العربية

ليست هناك تعليقات

caos
عزيزي القارئ أهلاً بك من جديد، أقدم لك اليوم طريقة عمل “البلطجي ، الشبيـح “وفقـاً لمسمّـى هذه الكائنات فى بلدك.
انت تعلم أن هذا “الصنف” من المخلوقات أصبح منتشرا بشدة هذه الأيام، لذلك كان لابد من تقديم طريقة عمله ، لنفسـر لك متى وكيف ظهـرت هذه المخلوقات فى مجتمعاتنا ..  إنها خلطة سحرية ولكنها سهلة التحضير، ربما تستغرق وقتاً ولكن نتائجها مضمونة، فقط قم باتباع الخطوات بحرص ولا ترتجل حتى لا تفسد الوصفة.
المقادير:
1- طفل.
2- فقر.
3- جهل.
4- إهمال.
5- أصدقاء سوء.
يكفي عزيزي القارئ أن تحضر شيئاً واحداً من كل مقدار وسوف يفي بالغرض، فلا أهمية للكم هنا، وثق أنك ستحصل على بلطجي ممتاز، أفضل حتى مما تتمناه، وعموماً المقادير سهلة وموجودة في كل مكان، ولن تتعب لكي تجدها، وهي أيضاً رخيصة جداً، أرخص الموجودات إن أردت الدقة..
توفرت لديك هذه المقـادير .. حسناً، إليك الخطوات…
طريقة التحضير:
# احضر الطفل وانت غير مهيأ لتربيته، فلا عندك الثقافة ولا الموارد اللازمة لتربية هذا الطفل القادم، لكن كل طفل يأتي برزقه.. أليس كذلك؟ لم القلق إذاً؟ استمتع بإحساس الأبوة وكل شيء أخر يهون في سبيله، فالمال والبنون زينة الحياة الدنيا، وإن كنت لا تملك أحد شقي الزينة، فلتزين حياتك بالشق الأخر سهل الجلب.
# ضع الطفل في بيئة فقيرة كالتي تعيش فيها، فالمال لا يكفي حتى لسد احتياجاتك اليومية، والغلاء يجتاح كل شيء كتنين أسطوري ينفث نار فمه في كل الاتجاهات، ولكنك بطريقة أو بأخرى تجد السبيل للنجاة حتى آخر الشهر.
دع الطفل يتمنى امتلاك أشياء لن يمتلكها، ويرى أخرون يمتلكون الأفضل منها، دعه يجوع ويشقى منذ صغره حتى ” يشتد عوده ويصبـح رجلاً “ في كبره. ماذا عن وظيفة صبي الحلاق الشاغرة عند صالون الحلاقة ، أو العمـل فى ورشة سيارات ؟ فرصة إياك أن تضيعها عليه – وعليك، دعه يصبح رجلاً وفي نفس الوقت يدر بضعة جنيهات تساعد ولن تضر.
# سجل أوراقه في مدرسة ، فلن يصل بك الحال أن تحرمه من دخول المدرسة، فالجهل نقمة، ورغم أنني اعلم جيداً أنك لا تستطيع دفع مصاريفها إلا بشق الأنفس، ولا مواكبة مايترتب عليها من مصاريف أخـرى ، لكنك لن تستطيع أن تحرمه من نعمة التعليم ، قلبك لن يطاوعك، وهو بالفعل يعمل بعد الظهر.
ستشعر بالسعادة وأنت تراه يذهب ويجيء من المدرسة، حاملاً حقيبة على ظهره تحوي ما يقارب وزنه من الكتب والكراسات، ولكني أراك تتعجب لما يعود صامتاً، ممزق الملابس في بعض الأحيان، ويعلو وجهه التراب والطين، لا يهم يا عزيزي، المهم العلم، فالعلم نور.
# ستلاحظ تدريجياً أنه بدأ يتأخر في الرجوع من المدرسة، ستسمع أنه ترك العمل عند الحلاق / ورشة السيارات ، حتى أيام العطلة ينزل صباحاً ولا يعود إلا ليلاً، كنت تشعر ببعض القلق وهو مازال صغيراً وقد تركته يلعب في الشارع مع ابناء الجيران، ولكنه الآن رجلاً حتى في سنه هذه ويستطيع إدارة أموره، دعه يواجه الحياة ومصاعبها وحده فلن يعينه عليها سوى نفسه. ربما تقلق من بضعة ثقوب دقيقة ظهرت في ذراعه منذ مدة، من احمرار عينيه ليلاً ونهاراً، من طريقة حديثه الفظة وألفاظه الخارجة التي لا يخجل من أن يقولها أمامك، لكنك تعلم إن لمواجهة الحياة ثمن، وليحيا وسط هذه الحياة القاسية لابد وأن يواجهها.
# بالتأكيد لن تعلم من هم أصدقاء ابنك، ولكنك تراه ذات مرة وأنت واقف في الشرفة وهو واقف في الشارع مع عدد من الأشخاص مريبي المنظر، يتبادلون المزاح بصوت عالي وتصدر منهم قهقهات خشنة يصل مداها لنهاية الشارع طولاً ولأخر دور في أعلى بناية ارتفاعاً، ترى أحدهم يلقى كلمات بذيئة على مسامع احدى الفتيات التي ألقاها حظها العاثر لتمر من أمامهم، لا يهم طالما ليس ابنك من فعلها، تراهم يتبادلون لفافات لا تدري ما هي في منتصف الطريق وعلى مرأى من أجمع الناس، بالتأكيد هي ليست أشياء ضارة طالما تبادلوها في وضح الشمس.. أليس كذلك؟

وأخيراً تستطيع الآن عزيزي القارئ مشاهدة النتيجة طالما اتبعت الوصفة بدقة، فما عليك سوى أن تفتح التلفاز، وتشاهد أي قناة، فجميعها انقلبت إلى قنوات أخبار، لترى أحداث الشغب التي تتناقلها وسائل الإعلام، قتلى وحرائق ومولوتوف وطلقات نارية تتناثر بين الحين والأخر، يقولون أن مجموعة من البلطجية يحاولون اقتحام أحد الأماكن المهمة، ويتم تصوير الأحداث الآن على الهواء مباشرة.
وبالطبع يكون الامر أكثــر طرافة عندما يصبح هذا الكائن محـظوظاً ويتولى منصباً تنفيذياً فى البلاد ، مثل أن يصبح ضابط شـرطة أو مسؤول عن نشـر الأمن .. بلطجي ينشـر الأمن ! .. هذه هي يوتوبيـا التى تحدث عنها أفلاطون.
والآن انظر هناك، هذا الذي يسير في عرض الشارع غير مبالي بالطلقات حوله، لا يرتدي سوى بنطلون ونصفه العلوي عار، يبدو بأنه يصيح في تهور وهو يلوح بالسيف الضخم الذي يمسكه بيده، ألا تعرف من هذا؟.. بالفعل.. إنه ابنك! مبروك.. نجحت الطريقة. هذا لأنك اتبعت الوصفة بحذافيرها، اتعلم لو كنت غيرت بعض الشيء في المقادير أو الطريقة، ربما كنت تصنع فاشلاً فقط وليس بلطجياً.
بورك لنا ولكم فى مجتمعاتنا..

ليست هناك تعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

من نحن

تكنولوجيا معلومات

من نحن

تكنولوجيا معلومات

من نحن

تكنولوجيا معلومات