---------------------------------------------------------

وكــن عفيف النظر ... شريف السماع ... كريم الخطى .. شديد الصبر والإصرار
�� كــُـن من القله التى تباشر أصعب المهام .. كن شخصاً يقول عنه الناس : من هُنا مر..... وهذا الأثر..............

تصفح معنا

اقـــرأ

آخــر الموضوعات

كيف يمكن للإنترنت، الدوبامين ، وعقلك أن يعملوا سويّاً لإضعاف قدراتك ؟

ليست هناك تعليقات


كيف يمكن للإنترنت، الدوبامين وعقلك أن يعملوا معاً لإضعاف قدراتك
قم بالحساب، كم من وقتك تقضيه على الإنترنت مستهلكاً أشياء قام بها أشخاص آخرون مقابل الوقت الذي تقضيه في عمل أشياءك الخاصة، موقع ويكيبيديا كمثال نسبة 0.01 – 0.02 % فقط من جمهورها هم مساهمون في محتوى الموسوعة، أي أحد آخر إحصائياً بما فيهم أنت مجرد عالة على صناع هذا المحتوى، والأسلوب نفسه مكرر بالطبع على أمثلة كثيرة مختلفة.
هل قمت بصنع شيء ذي قيمة بعد البحث أونلاين وحصلت على نفس الشعور كما لو كنت أنت المبتكر الأصلي لهذا الشيء؟ هل تساءلت يوماً ببساطة عن الآثار بعيدة المدى الناتجة عن كونك مستهلك في مقابل أن تكون أنت المبتكر الأصلي؟ سأعطيك الإجابة مختصرة (قدراتك ستتضاءل ما لم تصنع تغييراً).

مبتكر أم ناسخ؟

كيف يمكن للإنترنت، الدوبامين وعقلك أن يعملوا معاً لتحجيم قدراتك (6)
دعنا نستخدم كلمتين مختصرتين لنوعي الصنّاع أو المنتجين على الإنترنت أو الحياة عموماً، الأول هو (صانع ناسخ سنختصره بحرفين: ص ن) والثاني هو (صانع مبتكر سنختصره بحرفين: ص م)، في حال قمت بالبحث على جوجل، حضرت مؤتمر، قرأت كتاباً وقمت بصناعة شيء أُلهمت به عن طريق هذه الأشياء فأنت (ص ن)، ببساطة: أنا تعلمت هذا الشيء الذي هو من صنع (ص م) حتى أستطيع أن أؤدي هذه المهمة المطلوبة، مثال على ذلك طالب يبحث عن حل مسألة رياضيات فيجد شرحاً لها بإحدى المواقع، كل ما سيفعله أنه سيطبق الطريقة ويجد الحل.
على النظير الآخر فـ (ص م) يستخدم هذا الشيء الذي بين أذنيه كعضلة وينتج من خلالها شيئاً جديداً واستثنائياً بدون مساعدة أحد آخر، ليس الفكرة أنه يبتكر من اللاشيء فلا أحد يستطيع ذلك – إلا الخالق عزَّ وجل – ولكن وجه الاختلاف أنه استخدم عقله وخرج بحل جديد، في مثال طالب الرياضيات ربما لن يبحث عن حل عبر جوجل لكنه سيعطي عقله الفرصة ليجرب ويحاول ويخرج بحل جديد للمسألة.
إذا كنت على خشبة المسرح بمؤتمر ما فأنت (ص م) إذا كنت من بين الحضور فأنت (ص ن)، كذلك بالنسبة للمدونات، يوتيوب، ويكبيديا وهكذا. الطريقة التي تعمل بها بسهولة تحدد موضعك، مع المعلومات الكثيرة المقروءة والمتوفرة لنا، هذه الطريقة تعمل بكل شيء نملكه بالحياة: وصفات الطعام، الأدوات الموسيقية، ديكور المنزل والتعاملات الاجتماعية وسمِ كما تشاء.
أنت تبحث. تمتص المعلومة، ثم تصبح مصدر ثانوي يقوم بنسخ الأشياء التي قام بصنعها ال (ص م)، كما أن الدماغ لازال يكافئك كما لو كنت وصلت للمعلومة أولا وحققت هدفك، ممتاز أليس كذلك؟ حسناً، ليس تماماً.

الطفل الشاكي والحلوى

كيف يمكن للإنترنت، الدوبامين وعقلك أن يعملوا معاً لتحجيم قدراتك (8)
نحن كثدييات نمتلك أربعة أجزاء رئيسية أو “فصوص” في القشرة الدماغية، الفص الأمامي وظيفته المبدئية هي التعرف على العواقب المستقبلية من الأفعال والاختيار ما بين السيئ والجيد من هذه الخيارات، باختصار فهو مبني للتخطيط والتفكير وكذلك الذكريات..
يقوم بعد ذلك بأخذ هذه الذكريات ويربطها بالمشاعر التي تحدث نتيجة أفعالك، ثم يقوم بتسجيل هذه المشاعر حتى تستطيع تحسين أفعالك القادمة، يمكنك اعتبار الفص الأمامي كالطفل المتذمر دائماً ولكي يتوقف عن الشكوى يريد “الدوبامين” بدلاً من الحلوى.

دماغك تحت تأثير المخدرات

كيف يمكن للإنترنت، الدوبامين وعقلك أن يعملوا معاً لتحجيم قدراتك (5)
إذن يمكنك اعتبار الدوبامين هو العصير الذي ينتجه عقلك مكافأة لك على أي إنجاز تقوم به، عندما تحل مسألة رياضيات معقدة عقلك يقول “ألف مبروك، دعني أكافئك ببعض العصير اللذيذ”، وزيادة الدوبامين بدماغك تجعلك تشعر بشعور جيد، لا أنت لا تستوعب هذا بشكل جيد الشعور فعلاً جيد :)شعور “عالي”، مع كل إنجاز تقوم به أو هدف تحققه يقوم عقلك بمكافئتك بالدوبامين.
ودون أن تشعر تميل شيئاً فشيئاً للوصول لأهدافك وإنجازاتك كل مرة أسرع من قبلها، عندما تريد إنجاز واجباتك لا إرادياً تختار أن تبحث عنها بجوجل، تبحث بكتاب، تحضر مؤتمراً بدلاً أن تعطي نفسك الوقت لاكتشاف الحلول بنفسك، ثم تصل لما تريد بسرعة أكبر بعد أن تكون تعلمت من (ص م)، ببساطة أصبحت مدمناً، أصبحت (ص ن) مائة بالمائة.

ما العيب في أن نكون (ص ن) ؟!

طبقاً للمعلومات السابقة فلماذا يضيع أي أحد وقته ليصنع شيئاً جديداً كلياً أو أصلي بالمرة إذا كان من السهل جداً أن تكون مجرد كائن حي يقتات على الأشياء التي صنعها (ص م) أضف إلى ذلك أن الدماغ سيكافئك بالعصير اللذيذ.
للإجابة على هذا السؤال دعنا ننظر بقرب على العملية المعرفية للأشخاص (ص م)، جيمس ويب كتب كتاباً بعنوان “طريقة لإنتاج الأفكار” يقول فيه أنه يوجد مبدأين:
 
1- أن الفكرة عبارة عن لاشيء أكثر أو أقل من تركيبة لعناصر قديمة موجودة بالأساس و..
2- القدرة على تكوين روابط ومجموعات جديدة من عناصر قديمة تعتمد أصلاً على القدرة على رؤية العلاقات بينها.
حسناً نفهم من ذلك أن إنتاج أفكار جديدة هو عملية بالأساس تتكون من ربط العناصر القديمة التي نعلمها بالفعل وفهمها بطرق جديدة.
كيف يمكن للإنترنت، الدوبامين وعقلك أن يعملوا معاً لتحجيم قدراتك (2)
هذه العملية ترتبط مع ثلاث وظائف أخرى (أو شبكات) بداخل العقل لصنع أشياء مبتكرة.
شبكة الانتباه المسيطر هي ببساطة تركيزك، شبكة التخيل وظيفتها تذكر أشياء حدثت بالماضي وصدق أو لا تصدق نحن نستخدم هذه الشبكة لتكوين صور تخيلية نعتقد بالأساس أنها ليست موجودة لكن كما قرأت فهذه الصور لها مصدرها، وأخيراً الشبكة الانتباهية المرنة وهي التي تقوم بمراقبة العالم من حولنا وتقوم بالتبديل بين شبكة الانتباه و شبكة التخيل..هذا يعني أنه توجد مناطق مختلفة كلياً من الدماغ تستخدم في هذه العمليات.
وبإضافة الدوبامين للمعادلة سيمكنك استنتاج أنك ستحتاج كمية كبيرة منه أثناء هذه العملية للإبتكار، بمعنى أنك لن تكافئا كيميائياً بالدوبامين إلا بعد الوصول للحظة الـ ” أها”، لحسن الحظ بالنسبة للصناع المبتكرين فإن شعور الدوبامين “العالي” يدوم لفترات أطول لأن تشكيلات كثير من الصناع المبتكرين الدماغية دائمة، يمكنك اعتبار النجاح طويل المدى كمنجم لمخدراتك هذه، أنت فقط تحتاج أن تبنيها بالطريقة الصحيحة.

اختبر نفسك

5-Todd-Quackenbush
بسرعة اكتب 5 انطباعات حسنة عن نفسك خذ وقتك وأكتبهم بورقة جانبية قبل أن تقرأ الفقرة التالية.
أنظر لقائمتك هل احتوت على كلمات مثل نشرت، أخرجت، بنيت، أسست، أنشئت؟ أم أنها تحتوي على صفات مثل جميل، لطيف، محب، أمين، ذكي؟ إذا كنت في الجملة الأولى فالأرجح أنك (ص م) أما إذا كانت أغلبية إجاباتك من الجملة الثانية فأنت على الأرجح (ص ن).
لماذا؟! لأن سقوطك في عادات التفكير الكسول سبب أنك لم تستطيع للوصول أو الشعور بإنجاز أشياء من صنعك أنت.
(ص م) يحصدون الجوائز، (ص م) تنهال عليهم الرسائل لطلب خبراتهم بشيء، (ص م) هم الأشخاص الذين ينالوا الوظائف دون حتى النظر في سيرهم الذاتية لأنهم ببساطة أثبتوا بأكثر من طريقة وأكثر من مرة على أنهم قادرين على إنجاز شيء ما، سؤالهم عن إنجازاتهم هو في الحقيقة مجرد إهانة لهم، هل هم أذكى منك؟ ليس دائماً، لكنهم في أغلب الظن أخذوا طريقاً أطول للحصول على الدوبامين مما سلكته أنت واستمروا في هذا الطريق.

كيف أسلك هذا الطريق؟!

نحن صناع العادة، التحديات تسبب لنا الضغوط، وأدمغتنا لا تحب الضغوط، عندما يحدث هذا للإنسان المعاصر فأمامه خياران، أن يجعل عقله يبتكر حلولاً جديدة أو ينتقل ببساطة لمصدر مجاني ليجد أشياء جاهزة بالفعل يمكن استخدامها.
للأسف نحن نخدع أنفسنا والإنترنت لم يجعلنا نتعلم شيء مما نتخيله، هو ببساطة جعلنا ننسخ أشياء تعلمها أناس آخرون قضوا أوقاتاً أكثر حتى يكتشفوها بأنفسهم.
سهولة الوصول للمصادر جعلنا نستسهل الأمر وجعل عضلات الابتكارية تضعف شيئاً فشيئاً حتى اقتنعنا أنه ليس من الضروري أن نكون مبدعين لأنه ربما شخص ما فعلها ويمكننا الوصول لهذه الأشياء بكل سهولة.
(ص ن) يصلوا لما يريدونه ويحصلوا على مقداراً جيد من الدوبامين لكنه في النهاية لا يستمر، (ص م) يحصلوا على مقدار ضئيل لحظياً لكنه يدوم فترة أطول وبالنهاية يصبح جبلاً من الإنجازات.

الحل؟ دع عقلك يقوم بالمهمة

كيف يمكن للإنترنت، الدوبامين وعقلك أن يعملوا معاً لتحجيم قدراتك (1)
إذن كيف تتخلص من هذه العادات الذهنية السيئة؟! الإجابة الأبسط هي كن مبتكراً وابحث أقل، إذا كنت تستطيع الوصول لفكرة إبداعية قم بعملها وأظهرها للجميع، حياة التعلم عظيمة لكن الممارسة لتصلل نقطة البراعة والسيادة أعظم بكثير.
تعلم كيف تفعل الأشياء من الأشخاص الآخرين بالقدر الكافي حتى تستطيع الاعتماد على نفسك، ثم قم بالتمرين حتى تتقنها، تجنب اللجوء للإجابات السريعة.
خذ بنصيحتي وقم بإثبات قيمتك بابتكار أفكارك الخاصة وجلبها لهذا العالم، ضع خطتك الخاصة، عقلك مدهش. أحسن استخدامه وستكون الأفضل بتخصصك بينما سيتطلع البقية دوماً ليصبحوا مثلك .
نقلا عن موقع أراجيك 

ليست هناك تعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

من نحن

تكنولوجيا معلومات

من نحن

تكنولوجيا معلومات

من نحن

تكنولوجيا معلومات