القبول منحة إلهية، هناك من يأتى إلى الحياة محمّلاً بنصيب كبير وحصة ضخمة من القبول و”الكاريزما”، ومن يأتى مفتقدًا إليها، أو يتمتع بنصيب ضئيل منها، ورغم اختلاف الحصص والأنصبة من القبول والحضور الاجتماعى يسعى الجميع بشكل دائم إلى التمتع بحضور أقوى وأفضل، ما يوفّر لهم فرصًا أفضل للتعامل مع المحيطين والتواصل والتفاهم معهم وإقناعهم بآرائهم وأفكارهم، ويُعتبر الإقناع أحد أهم وسائل التواصل الإنسانى التى تهدف إلى تسويق الأفكار والمبادئ ووجهات النظر لدى الآخرين، وتغيير بعض قناعاتهم ومعتقداتم، أو آرائهم وسلوكياتهم، بشكل مُخطّط ومتصل بأهداف وتطلّعات صاحب الرسالة والقائم بعمليات التواصل والإقناع، وفى الغالب يرتبط الهدف بتحقيق مكاسب اجتماعية أو مهنية أو حتى شخصية، ولكى تتحلّى بالقدرة على الإقناع، لا بدّ من توافر مجموعة من المهارات الذاتية والكفاءات والقدرات الشخصية لتستطيع التأثير فى الآخرين وتسويق أفكارك لديهم وإقناعهم بها، وهنا ننشر لك أهم المعايير والمهارات الواجب توافرها لديك لتتمكن من اكتساب قدرات على التأثير وتوظيف فن الإقناع فى تعاملاتك وتواصلك مع المحيطين بك.
1- النصيحة الأولى المهمة حتى تتمكن من إقناع أى شخص بوجهة نظرك، تتمثّل فى أنه لا بدّ من أن تكون شديد الإيمان بوجهة النظر هذه، فلا يصح أن تدافع عن أفكار لا يتوفر لديك إيمان كبير بها، إذ لن تتمكن من تسويقها وإقناع الآخرين بوجاهتها أو بتبنّيها واعتناقها.
2- كى تكتسب فن الإقناع والقدرة على تسويق آرائك وأفكارك، عليك أوّلاً اكتساب فن الاستماع، وأن تكون منصتًا بشكل جيّد، حتى تستطيع التعرف على ما يدور فى عقول الآخرين، ومن ثمّ يسهُل عليك إقناعهم، كما أن للاستماع فائدة أخرى مهمة، وهى أنك ستأخذ وقتك فى التفكير وترتيب أفكارك، وفى سرد وجهة نظرك بأريحية، مثلما استمعت للآخرين وأعطيتهم وقتًا كافيًا لتوصيل وجهات نظرهم.
3- النصيحة الثالثة على طريق اكتساب فن الإقناع، هى أنه يجب أن تكون آراؤك كلها مبنيّة على الصراحة والصدق، فحتى يقتنع الآخرون بوجهة نظرك يجب أن يستشعروا فيها وفيك قدرًا من الصدق، فلا تظن أبدًا أن الكذب سيمكّنك من إقناع أحد، وإن وثق فيك مرّة فلن يكررها ثانية إن اكتشف كذبك، وهو ما سيُفقدك ثقة الآخرين وسيصرف أسماعهم وعقولهم عنك.
4- لا تعتمد فى محاولاتك لإقناع الآخرين على الكلام المرسل والعاطفى فقط، دون أن تبرهن على كلامك وتدعمه بشواهد وأدلة قوية، إذ يجب أن يكون كلامك صريحًا وواضحًا وذا أسانيد، حتى يقتنع به الآخرون، دون أن تبذل مجهودًا مضاعفًا ومعرّضًا للضياع من أجل إقناعهم بجمل إنشائية إطلاقية ومرسلة.
5- من أكثر العوامل التى تدعم وجهة نظرك وقدرتك على الإقناع واجتذاب الآخرين لأفكارك ووجهات نظرك، هى أن تجيد استخدام لغة الجسد وتوظيفها بشكل ناضج ويخدم طرحك المنطوق، إذ إنك عبر لغة الجسد ستستطيع اجتذاب من حولك وشدّ انتباههم بسهولة، ليركزوا فيما تقول، وهو ما يُسهّل مهمّتك فى إقناعهم بسهولة شديدة ودون بذل أى مجهود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق