---------------------------------------------------------

وكــن عفيف النظر ... شريف السماع ... كريم الخطى .. شديد الصبر والإصرار
�� كــُـن من القله التى تباشر أصعب المهام .. كن شخصاً يقول عنه الناس : من هُنا مر..... وهذا الأثر..............

تصفح معنا

اقـــرأ

آخــر الموضوعات

علم الأخلاق

ليست هناك تعليقات
فإن كان الإنسان مدنياً بالطبع كما يُقال
 فمعنى ذلك أنه لا يتمكن من الحياة السعيدة إلا في ظل مجتمع من الناس يتعايشون معاً ويتقاسمون سراء الحياة وضرائها.وكما أخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فى حديثه " الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ ، خَيْرٌ مِنَ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لا يُخَالِطُ النَّاسَ ، وَلا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ  "

 وهذا المجتمع كبيراً كان أو صغيراً لا بد له مما يحدد مسؤلية كل فرد من أفراده وينظم سلوكه تجاه نفسه وتجاه الناس وتجاه ما حوله من نبات وجماد وحيوانات عجماء.
فالنفس الإنسانية بما لها من أفق واسع وقدرة فائقة على الخير كما لها على الشر،
لابد من تحديدها بما يكبح جماحها ويخلدها إلى ما يصلح لها من الفضائل ومكارم الأخلاق ويبعدها عن الرذائل ومساوئ السيرة والأعمال. ومجموع ما يحدد السلوك من قوانين وحدود إنما يؤلف ( علم الاخلاق )
ولقد أولى الفلاسفة والمفكرين هذا العلم عناية فائقة حيث أنه بالإضافة إلى كونه يكشف عن حقيقة كل فضيلة ورذيلة، وهو أمر له أثره البليغ في الحياة العلمية والعملية، لأنه كما هو معروف ينظم سيرة الإنسان وتصرفاته الباطنية والظاهرية والفردية والإجتماعية. 
أخلاق جمع خُلق (على وزن فُعل)
 وخُلُق على وزن اُفُق، وعلى حد تعبير الرّاغب في كتابه المفردات، أنّ هاتين الكلمتين ترجعان إلى أصل واحد، وهو"خُلق" بمعنى الهيئة والشّكل الذي يراه الإنسان بعينه، والخُلق بمعنى القوى والسّجايا الذاتية للإنسان.

ولذا يمكن القول بأنّ:
 "الأخلاق هي مجموعة الكمالات المعنويّة والسّجايا الباطنيّة للإنسان"، وقال بعض العلماء: إنّ الأخلاق أحياناً تُطلق على العمل والسّلوك، الذي ينشأ من الملكات النفسانية للإنسان أيضاً، (فالأولى الأخلاق الصفاتية والثانية السلوكيّة.

ويمكن تعريف الأخلاق من آثارها الخارجيّة أيضاً، حيث يصدر أحياناً من الإنسان فعل إعتباطي ولكن عندما يتكرّر ذلك العمل منه: (مثل البخل وعدم مساعدة الآخرين)، يكون دليلاً على أنّ ذلك الفعل يمدّ جذوره في أعماق روح ذلك الإنسان، تلك الجذور تسمى بالخُلق والأخلاق.

وفي ذلك قال "ابن مِسكَوَيه"، في كتاب "تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق : إنّ الخُلق هو تلك الحالة النفسانيّة التي تدعو الإنسان، لأفعال لا تحتاج إلى تفكّر وتدبّر

وهو نفس ما إشار إليه المرحوم الفيض الكاشاني في كتاب "الحقائق"، حيث يقول: "إعلم أنّ الخُلق هو عبارة عن هيئة قائمة في النفس، تصدر منها الأفعال بسهولة من دون الحاجة إلى تدبّر وتفكّر .

وعليه قسمّوا الأخلاق إلى قسمين: 
1- الملكات التي تنبع منها الأعمال والسّلوكيات الحسنة وتسمى "الفضائل"، واُخرى تكون مصدراً للأعمال
2- السلوكيات السّيئة وتسمى الرذائل.

ومن هنا يمكن أن نعرّف علم الأخلاق بأنّه
"علمٌ يُبحَث فيه عن المَلكات والصّفات الحسنة والسيئة وآثارها وجذورها".

وبعبارة اُخرى:
 "علمٌ يُبحَث فيه عن اُسس إكتساب هذهِ الصفات الحسنة، وطُرق محاربة الصّفات السّيئة، وآثارها على الفرد والمجتمع".

طبعاً وكما ذكرنا سابقاً، يُطلق على الأعمال والأفعال النّابعة من هذهِ الصفات أحياناً "الأخلاق"، فمثلا الشّخص الذي يعيش في حالة من الغضب والحدّة دائماً، يقال عنه بأنّه ذوأخلاق رديئة، وبالعكس عندما يكون الشّخص كريماً، فيقولون أنّ الشّخص الفلاني يتحلى بأخلاق طيِّبة، وفي الحقيقة ان هذين الإثنين هما عِلّة ومعلول للآخر، بحيث، يطلق إسم أحداهما على الآخر.

وعرّف بعض الغربيين الأخلاق بما يُوافق تعاريفنا لها، فمثلا في كتاب: "فلسفة الأخلاق"  لشخص يدعى (جكسون) وهو أحد فلاسفة الغرب عرّف الأخلاق فيه بقوله: (علمُ الأخلاق عبارةٌ عن التّحقيق في سلوك الإنسان على الصورة التي ينبغي أن يكون عليها .
وقد ألف أرسطو كتاباً في علم الأخلاق
 يعتبر أضخم أثر معروف من اليونان في هذا العلم، وقد كان ولا يزال موضع عناية العلماء. كما أن الأديان السماوية وهي التي تعتني بسعادة الإنسان في حياته الدنيا قدر ما تسعى إلى سعادته في الحياة الأخرى. وقد أكدت كل تلك التعاليم والأسس الإجتماعية التي قررتها مدنية الإنسان ووافقت الطبع السليم والعقل القويم من الفضائل والمكارم ونبذ كل ما يضادها من الرذائل والقبائح. فأكثر التعاليم السماوية تدور حول الأخلاقيات وهي تشكل أكثر من نصفها.
والإسلام الذي هو خاتمة الشرائع جعل الأخلاق أمام كل الأهداف السامية التي جاء من أجلها. ففي الحديث الشريف المشهور من رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله الطيبين): (إنما بُعثت لأتممَ مكارم الاخلاق).
 وهذا الحديث يدل على أن كل المكارم التي سبق الفكر البشري والوصول اليه مما وجد موافقاً للطبع والمنطق وهو موافق للشريعة الإسلامية الغراء، وإنما جاء الإسلام ليكمل ما نقص منه ويوضح ما فيه من إبهام ويفسر ما له من أجمال. 
وبما أن للأخلاق هذه المرتبة السامية لدى الشريعة الإسلامية الغراء، إهتم علماء المسلمين بهذا العلم وألفوا فيه كتباً جامعة نافعة.
هذا شطر من أخلاق الإسلام والتي ينبغي أن يتحلى بها كل مسلم، مأخوذة عن الكتاب الحكيم والسنة الطاهرة، رغبة في نشر الفضيلة ورجاء تقويض دعائم الرذيلة والله المستعان في الدنيا والآخرة.
والصفات الحسنة تجمعها ملكة في النفس وتبعث على الإستقامة في كل مورد
 وتسمى تلك بـ (حسن الخلق)
كما أن الصفات الذميمة تشملها صفة عامة هي  (سوء الخلق)
والإسلام كما يحث على كل صفة من الرذائل كذلك تجمع الصفات الحسنة وينهي عن تجمع الصفات الذميمة. وصفة حسن الخلق من أشد الملكات الحسنة صعوبة على النفس إذ طيب الكلام وحسن الجوار والرفق والمداراة وحسن العشرة وما إليها، كلها تتحمل مسؤلية نفسها،
 أما حسن الخلق فإنه يتحمل مسؤلية جميع الصفات، ولذا ورد في مدحه الشيء الكثير: قال صلى الله عليه وآله وسلم (إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل صائم النهار)

وعندما زكى الله رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم قال فيه عزوجل (وإنكَ لعَلى خُلق عَظيم)
وكل حسن الخلق محبوب عند الله وعند الناس فلا يزال محلاً لرحمة الله وفيوضاته ومرجعاً للمؤمنين بايصال نفعه وخيره إليهم وإنجاح مقاصده ومطالبه منهم، ولذلك لم يبعث الله سبحانه وتعالى نبياً إلا وأتم فيه هذا الفضيلة، بل هي أفضل صفات المرسلين وأشرف أعمال الصديقين، ولذا قال الله سبحانه وتعالى لحبيبه مثنياً عليه ومظهرا نعمته لديه
نسأل الله أن يوفقنا للعمل بذلك، خالصاً لوجهه وموجباً لرضوانه ومغفرته وموصلاً إلى جناته وكرامته بمنه وجوده، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين. 
- 
المصادر: القرآن الكريم 
-
المحجة البيضاء 
-
جامع السعادات 
-
الفضيلة الإسلامية 
-
بداية الأخلاق
- موقع الاسلام ويب
- موقع المعارف
-موقع حاروف

ليست هناك تعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

من نحن

تكنولوجيا معلومات

من نحن

تكنولوجيا معلومات

من نحن

تكنولوجيا معلومات