---------------------------------------------------------

وكــن عفيف النظر ... شريف السماع ... كريم الخطى .. شديد الصبر والإصرار
�� كــُـن من القله التى تباشر أصعب المهام .. كن شخصاً يقول عنه الناس : من هُنا مر..... وهذا الأثر..............

تصفح معنا

اقـــرأ

آخــر الموضوعات

"عنان الجلالى " طالب مصرى فشل فى الثانوية العامة فحصل على 5 دكتوراة فخرية

ليست هناك تعليقات
هلنان واحدة من أشهر سلاسل الفنادق العالمية، وهلنان هي في الأصل كلمة مصرية، تتكون من مقطعين: الأول «هل» وهى الأحرف الأولى من كلمة هليوبوليس (مدينة الشمس)، أحد أرقى أحياء القاهرة الآن، و«نان» وهى الأحرف الأخيرة، من اسم مؤسسها «أشهر غاسل صحون في العالم»  

إنه الملياردير المصرى «عنان الجلالى» أفشل طالب في تاريخ الثانوية العامة والتعليم في مصر بصفة عامة، الذي كرمته حكومات أمريكا والصين والدنمارك واليابان، ومنحته 5 شهادات دكتوراه فخرية، لجهوده في وضع الخطط التنموية لعشرات الشركات العالمية، والدول الأوروبية والآسيوية، وهو الآن يشغل منصب رئيس مجلس إدارة مجلس جامعات العالم، وعددا من المناصب العالمية الأخرى.
ذهبنا إليه في أحد فنادقه بمدينة 6 أكتوبر، لنستطلع رؤيته حول وضع السياحة المصرية، وكيفية النهوض بها من واقع خبرته الطويلة الممتدة، لكننا وجدنا قصة أشبه بقصص الخيال والأفلام الهندية، رأينا أن نرويها للسادة القراء، لكى يحكوها لأبنائهم للاستفادة منها.
وصلنا إلى الفندق في موعدنا، وجدناه في انتظارنا، وجدناه رجلا في نهاية العقد السادس من عمره، بسيطا في تعامله مع موظفيه، جلست معه على إحدى الطاولات، لأجرى حوارى الصحفى، فأحضروا لنا بعض زجاجات المياه، لكن عندما وجد زميلى المصور الصحفى المبدع سمير صادق أن هذه الزجاجات تعوق عملية التصوير، طلب إبعادها عن الطاولة، فانتفض وأبعد الزجاجات بنفسه بل أعاد ترتيب الطاولة أيضا، كان يرتدى بدلة بلا رباط عنق «كرافت» أي «سمارت كاجوال»، لكن سمير صادق أصر على أن يلتقط له بعض الصور وهو يرتدى رباط العنق، هنا قام الرجل وذهب إلى أحد موظفيه وطلب منه أن يعطيه «كرافتته» فأعطانا في هذه اللحظات القصيرة درسا في التواضع والبساطة والاهتمام فقط بالعمل.
سألناه في البداية: اسمك يدل على أنك من أصول يهودية فهل نحن على حق؟
 قال لا، هذا ليس صحيحاً، فأنا في الأصل من محافظة أسيوط ومن جذور عربية خالصة، وأنتمى إلى ذرية الإمام جلال الدين السيوطى أو الأسيوطى وهو كاتب وإمام إسلامى ومؤرخ مصرى كبير عاش في العصر المملوكى، لذا فإن كنيتى «الجلالى» نسبة إلى جدى الأكبر جلال الدين السيوطى، صاحب المؤلفات التي تتعدى الـ 500 مؤلف في الطب والتاريخ واللغة والفقه والشعر وغيرها من العلوم، لكنى نشأت في حى مصر الجديدة «هليوبوليس» لأب يعمل ضابطاً في الجيش المصرى.
وواصل حديثة قائلاً: للأسف طفولتى وفترة شبابى الأولى لم يكن فيها ما يسعد أهلى، فقد كنت الأخير في فصلى الدراسى، وكنت أتوارى في الصفوف الأخيرة حتى لا يرانى أساتذتى، وكنت بحق التلميذ «البليد» حتى وصلت إلى المرحلة الثانوية، ففشلت في الحصول عليها لأكثر من مرة، لدرجة أن والدى حاول أن يرسلنى إلى اليمن أو السودان للحصول على هذه الشهادة
لكنى رفضت لأننى بحق لا أطيق التعليم أو القراءة، وأثناء تكرار هذا الفشل على مدار سنوات، كانت أسرتى ترى زملائى في الضاحية التي نسكنها أو النادى الذي نحن أعضاء به قاربوا على التخرج من كليات مختلفة، منهم من هو في الكليات العسكرية ومنهم من هو في كلية الطب أو الهندسة أو الحقوق، وأمام نظرة الحزن التي أراها في عيونهم قررت أن أترك البلاد لكى أعيش غريبا بعيدا عن وطنى وأهلى وأصدقائى، قررت ألا أرهق من حولى أكثر من ذلك ولا أحمّلهم وصمة عار فشلى وتأخرى، لم يكن خروجى وهروبى سعياً وراء تحقيق حلم أو البحث عن فرصة جديدة للعيش، أو البحث عن الذات في مكان آخر، لا لأن هذه المسميات لا توجد في قاموس حياتى، ولا تتناسب مع عقليتى، لكن هروبى من أجل الهروب فقط.
عاملونى بمنتهى العنصرية والاضطهاد في النمسا
حصلت على بعض الجنيهات من والدى لكى تكون عونا لى في رحلتى المجهولة، وأبحرت من مصر على ظهر مركب متجه إلى إيطاليا ومنها أخذت القطار إلى «فيينا» عاصمة النمسا الساحرة، لم أكن أعلم أي لغات سوى العربية، نزلت في البداية في بيوت الشباب، لكن الأموال التي أخذتها من والدى نفدت، فلم أجد غير ملجأ لكى أنام فيه، وحاولت البحث عن وظيفة توفر لى مكانا أنام فيه ووجبة طعام، فعملت عامل شحن وبائع جرائد، لكن في هذه الفترة حدثت نكسة يونيه 1967 فكنت أشاهد صور القتلى المصريين في صدر الصحف التي أبيعها، فكنت أبكى ودموعى تسيل بلا هوادة، خاصة أن والدى كان ضابطا وربما قد يكون من بين هؤلاء، لذا وضعت الصحف جانباً ووضعت بجوارها إناء لكى يضع فيه الناس ثمن الصحف، لكن المتعهدين اكتشفوا أننى لا أقف في المكان المخصص لى فتم فصلى، فعشت أياما بلا مأوى ومأكل، تعرضت خلالها لأقصى درجات الاضطهاد والعنصرية. لذا قررت ترك النمسا والسفر إلى الدنمارك
لم تكن الحياة في الدنمارك في البداية أفضل من النمسا، بل واجهت صعوبات كثيرة، فلم أجد فرصة عمل أو مكانا أنام فيه، فكنت أنام في كبائن التليفونات وكان طعامى من صناديق القمامة، لذا حاولت البحث عن فرصة عمل شريطة أن تكون في مطعم أو فندق حتى أضمن وجبة طعام، بل صل بى الحال أن أذهب إلى أحد الفنادق وأطلب أن أعمل مقابل إطعامى فقط، حتى ولو كان هذا الطعام من بواقى الزبائن، فوافقوا وكم كانت سعادتى كبيرة عندما طلبوا منى في نهاية اليوم الأول أن آتى مبكرا، لأننى ضمنت في اليوم التالى وجبة طعام.
تعديل مسار حياة
أثناء هذه الفترة قررت أن أغير واقعى، ألا أستمر هكذا مواطنا من الدرجة العاشرة في الدنمارك، وبما أننى لا أمتلك التعليم المطلوب للحصول على عمل مناسب، فقد اعتمدت في البداية على المبادئ والتقاليد التي خرجت بها من مصر، وقررت أن أطور نفسى بعيدا عن الدراسة.
وكان كل ما أرغب به في تلك الفترة هو الحصول على وجبة طعام وسرير أنام عليه فقط. ولكنى أسعى من خلال العمل للحصول على الخبرة والاحترام.
وجاءتنى الفرصة لكى أعمل في غسيل الصحون بأحد الفنادق مقابل راتب ضئيل وغرفة خاصة بى، وكنت أعمل بمعدل مضاعف مقارنة بزملائى الآخرين حتى وصلت إلى وظيفة نائب مدير سنة 1971 في أكبر فنادق الدنمارك، وبعد أربع سنوات فقط من بداية عملى كغاسل للصحون بالفندق.
إذن.. كيف من غاسل صحون لنائب مدير فندق؟
قال عنان كنت في وقت فراغى أعمل بالوظيفة التي أريد أن أرتقى إليها وذلك حتى ولو بدافع الممارسة والخبرة وليس الرغبة فقط، وكنت في كل مرة أرفض أن أنزل لوظيفة أقل، وبالنسبة لقصتى مع الشهرة والأضواء فقد بدأت عندما لفت نظر أحد الصحفيين الكبار في الدنمارك وجود شاب وعربى يشغل منصب نائب مدير عام فندق، وبدأ في الحديث معى عن ذلك، وقال لى إنه سمع أن والدى يمتلك سلسلة فنادق؟ فقلت لا، فقال:
إن هناك أحد شيوخ الخليج يساعدوننى؟
 فقلت لا،
فقال: قيل إنك متزوج من ابنة صاحب الفندق نفسه
 فقلت له بل إننى بدأت حياتى من تحت السلم، وغسل الأطباق من أجل الحصول على وجبة طعام ولكننى صممت على الاستمرار والترقى. وكتب عنى الصحفى في إحدى مقالاته كيف أننى بدأت حياتى في غسيل الصحون حتى أصبحت نائبا لمدير أكبر فنادق الدنمارك. ومن هنا بدأت العديد من الصحف تتحدث وتكتب عنى وبدأت شهرتى تتسع في الدنمارك.
وفى إحدى المناسبات كان مدير الفندق مريضا وكانت هناك زيارة مهمة لرئيس روسيا، فتوليت كل شىء، وقابلت العديد والعديد من الملوك والرؤساء، وبدأت الصحف تتحدث عنى أكثر وأكثر وأصبحت من الشخصيات المشهورة في الدنمارك، وحصلت على 5 دكتوراه فخرية في دول مختلفة حول العالم، وأطلقت على الصحيفة الرسمية الأمريكية «أشهر غاسل صحون في العالم» أثناء استقبال الرئيس باراك أوباما لى، وحصلت على لقب «فارس دانبروغ» وهو أعلى لقب في الدنمارك، وذلك بجانب حصولى على لقب سفير العلاقات التاريخية بالشرق الأوسط، والعديد من المناصب الشرفية والمرموقة في عالم البيزنس والسياحة.
المصدر 
موقع المصرى اليوم

ليست هناك تعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

من نحن

تكنولوجيا معلومات

من نحن

تكنولوجيا معلومات

من نحن

تكنولوجيا معلومات