كان والداه فنانين يؤديان أغاني تقليدية تعرف باسم "البينج تان"
وهي نوع من السرد القصصي
الملحن، وعندما بلغ سن الـ 12 بدأ يهتم باللغة الانجليزية فتعلمها بنفسه، وكان
يركب دراجته لمدة 45 دقيقة يومياً وعلى مدى 8 سنوات، للوصول إلى فندق بالقرب من
بحيرة هانجتشو، كي يحتك بالسياح ويقدم لهم
خدماته كدليل سياحي مجاني وبهدف ممارسة اللغة الانجليزية.
وبعد فشله ثلاث مرات فى اختبارات القبول بالجامعة وبرغم كل هذا التاريخ من الفشل
أصرَّ "جاك ما" على الاستمرار ونجح والتحق بها ثم تخرج وعمِلَ معلماً للغة الإنجليزية
براتب لا يتعدى 15 دولار فقط
ولكنه كان يمتلك طموحاً نحو التجارة وكان له ما أراد ففى عام 1995 قرر تأسيس أول شركة للتجارة الإلكترونية في الصين، وبدأها من شقته الخاصة وطلب من أصدقائه الاستثمار فيها.
أصرَّ "جاك ما" على الاستمرار ونجح والتحق بها ثم تخرج وعمِلَ معلماً للغة الإنجليزية
براتب لا يتعدى 15 دولار فقط
ولكنه كان يمتلك طموحاً نحو التجارة وكان له ما أراد ففى عام 1995 قرر تأسيس أول شركة للتجارة الإلكترونية في الصين، وبدأها من شقته الخاصة وطلب من أصدقائه الاستثمار فيها.
ظل "جاك ما" طويلاً يصف
رؤيته لأصدقائه الذين يعلمون جيداً سجله في الفشل، ولكنهم لاحظوا أيضاً مستوى
مرتفعا من التصميم، وفي النهاية، وافق السبعة عشر صديقا على استثمار 60 ألف دولار
في الشركة الجديدة لسبب واحد فقط هو أن "جاك"
كان واثقاً من تحقيق نجاح باهر.
أثبت "جاك
ما" أنه كان على صواب، وعلى مدار العشر سنوات التالية، أصبحت
مؤسسته
"علي بابا" واحدة من كبرى
شركات التجارة الإلكترونية في العالم وتصل قيمتها السوقية حالياً إلى أكثر من 180
مليار دولار.
الطريف أن اختيار "جاك ما"
لاسم "علي بابا" سببه موقفاً له
بإحدى مقاهي سان فرانسيسكو
حين سأل إحدى النادلات "ماذا يخطر في بالك عند سماعك اسم علي بابا؟"
فأجابته:
"افتح يا سمسم".
هنا صرخ جاك: "هذا هو الاسم الذي ابحث عنه"
ورغم أنه أسس واحدة من كبرى الشركات التقنية في
العالم إلا أنه ليس بارعاً على الإطلاق في أمور التكنولوجيا، فالشيء الوحيد الذي
يجد استخدامه هو حاسوبه الشخصي لإرسال واستقبال رسائل البريد الإلكتروني وتصفح
الإنترنت.
يذكر أن "جاك ما" تقاعد
عن منصبه كمدير تنفيذي لمجموعة علي بابا في بداية عام 2013 للتركيز بشكل أكبر على
قضايا البيئة والتعليم في الصين، فرغم أنه مايزال أحد أكبر مساهميها قرر الاهتمام
بشكل خاص في مكافحة التلوث المنتشر بشكل كبير في الصين. ولكنه قدَّم للشباب عشرة وصايا للنجاح والتفوق والتميُّز :-
1-
الرؤية الواضحة بداية النجاح
تكلم جاك ما ببداية اللقاء عن حجم “علي بابا” فقد بدأت الشركة
عام 1999 بعدد 18 موظف لتتطور على مدار السنوات ويصبح عدد
الموظفين الآن حوالي 63 ألف موظف. ولتعرف مدى تأثير شركة تعتبر من
أوائل شركات الإنترنت بالصين فقد وفروا أكثر من 14 مليون وظيفة بشكل
مباشر وغير مباشر. هذه هي علي بابا اليوم ومدى تأثيرها.
ما يثير انتباهك هو وضوح رؤية جاك ما فمنذ بداية تعرفه على الإنترنت عرف
أنه يجب أن يكون للصين موطأ قدم في هذا العالم المليء بالفرص. عندما سُئل
باللقاء عن رؤيته لعلي بابا بعد 15 سنة من الآن، أجاب أنه لا يريد أن
نظل نتكلم عن أهمية التجارة الإلكترونية والإنترنت حينها، فالأمر أشبه بقوله أنه
يريد أن تصبح التجارة الإلكترونية أمر عادي بالنسبة لحياة الشخص اليومية كالمواصلات. شخص
برؤية واضحة يجب أن ينجح وإلا كل الطرق تؤدي للا مكان.
ربما سأله المحاور أكثر من مرة أسئلة تتعلق بثروته وحجم “علي بابا” اليوم
في السوق العالمية، وكانت الإجابة المتكررة له أن المال هو عبارة عن ثقة الناس بك،
المال ليس مجرد نقودًا، خاصة أن مالاً بهذا الكم يحتّم عليك إنفاقه كما يجب، أن
تقوم بعمل جيد، الناس يثقون بك ما يزيد من ضغط المسؤولية عليك.
والأمر صحيح فكلما زاد حجم المال كلما زادت مسؤوليته، رائد الأعمال الناجح
عندما يجني مالاً فإن أولوياته يجب أن تنحصر بين تطوير شركته أو المساهمة في تنمية
مجتمعه، أما الربح الشخصي فهذا ربما من الأساسيات لكن إذا فكرت فيه وحده فربما
تنتهي بشركة لا تتطور أو تقدم قيمة للسوق. تعاملك مع الأرباح على أنه مسؤولية
سيغير الكثير من تعاملاتك وعاداتك تجاه النقود.
3- ربما تلفظك الحياة في البداية .. السؤال ما هي ردة فعلك؟
يحكي جاك ما عن فشله صغيرا وشابًا، والحقيقة أنه بمقياس الكثير ربما كان
فاشلاً جدًا، لكن بمقياس المحاولة فكان مثابرًا، فشل مرتين بامتحانات القبول، فشل
ثلاث مرات بامتحانات المدرسة المتوسطة، بعد تخرجه حاول التقدم لعدة وظائف منها
وظيفة في الشرطة ووظيفة في محلات KFC عندما
دخلت الصين، بالنسبة لوظيفة الشرطة فقد تم قبول 4 أشخاص وكان الوحيد
الذي تم رفضه، في وظيفة KFC تقدم
معه 23 شخص كلهم تم توظيفهم وهو الوحيد الذي تم رفضه. كما ذكر أنه
تم رفضه 10 مرات من قبل جامعة هارفرد ..
عندما سأله المذيع عن شعوره حيال الرفض، قال “أنه يجب أن تعتاد عليه
لأني لم أكن جيدًا كفاية“ويقصد أنه حتى تصبح جيدًا بشيء ما يجب أن تظل تحاول .. بالنظر
لما آل إليه جاك بالنهاية فإن أي شخص بمكانه حينها ربما لم يكن ليعتقد أنه ذو
فائدة بهذه الحياة. إذا كانت جهة سترفضك فاجعلها ترفضك عدد من المرات .. أي
لا تتوقف عن المحاولة حتى تكتشف الخطأ.
4- تعلم لغة مختلفة .. تعلم عن الثقافات المختلفة
يتحدث جاك ما الإنجليزية بطلاقة شديدة حتى أنهم بالصين كانوا يستغربون من
لهجته الغربية، لكنه لم يتعلمها بالمدرسة إنما تعلمها من السياح الذين وفدوا
لمدينته حينها، لكن ما أكّد عليه هو أن هؤلاء السياح علّموه أشياء كثيرة لم يكن
ليتعلمها في المدرسة أو من والديه، ما وسّع آفاقه وظهر ذلك جليًا في استهداف شركته
السوق الدولي مؤخرًا لا الصين فقط.
أن تتعلم لغة مختلفة وثقافة مختلفة كأنك بالضبط امتلكت دماغين، فتعلُم لغة
لا يجعل دماغك يختبر فقط شيئًا جديدًا ولكن يهيئه ليفكر بطريقة مختلفة، تعلم
اللغات من أفضل الوسائل إذا كنت تريد توسيع آفاقك والوصول لتفكير خارج الصندوق.
5- الإنترنت
كنز ينتظر من يكتشفه
زار جاك ما الولايات المتحدة أول مرة عام 1995 حينها لم يكن يعرف
شيئًا عن الإنترنت، هو لم يكن يعرف حتى معنى هذه الكلمة “الإنترنت“، في زيارة
له مع صديق إلى بنك بمدينة سياتل أراه صديقه الحاسوب وقال له هذا هو الإنترنت، رد
قائلاً “ماذا يعني الإنترنت“، فأجابه أنه يمكنه أن يبحث عن أي شيء عليه.
بحث جاك ما عن منتج معين وعن أنواعه فوجد منه الألماني والأمريكي .. الخ،
جرّب أن يبحث عن النوع الصيني لكنه لم يجد شيئًا، فكانت كلمة البحث التالية هي “الصين” ضغط
إدخال ولم يجد أي شيئ يتعلق بالصين، ومن هنا كانت بدايته مع ريادة الأعمال
المتعلقة بالإنترنت.
فأسس أول موقع خاص بالصين على الإنترنت، بعدها ببضعة أيام استقبل 5 رسائل
على البريد الإلكتروني، حتى البريد الإلكتروني لم يكن يعرف ما هو، وصديقه هو الذي
أخبره، المهم أن كثير من الصينين بدأوا يسألوه عن كيفية عمل مواقع لأعمالهم على
الإنترنت، فبدا الأمر مهم جدًا بالنسبة له.
لا يخفى على الكثير الآن حال العالم العربي من مشاكل، كالبطالة وسوء الأحوال الاقتصادية لكن يظل الإنترنت ذاك
الكنز الذي ينتظر من يكتشفه، وكما ذكر جاك أن “علي بابا” توفر الآن أكثر
من 14 مليون وظيفة، فما يستطيع الإنترنت أن يفعله للعالم العربي كثير
جدًا إذا فقط طورنا الويب العربي وظهرت شركات تحمل هم تحسين أحوال تلك المنطقة
بطريقة أو بأخرى عن طريق الإنترنت.
سأله المذيع عن مقولة “لكي نبني علي بابا يجب أن نبني الثقة“، فأجاب
أن الناس بالصين يحبوا أن يتعاملوا وجهًا لوجه، وهذا حقيقي حتى بالعالم كله، ومجال
علي بابا مجال من أصعب المجالات التي يمكن تأسيسها، فهو موقع بيع وشراء على
الإنترنت دون حتى أن تتعامل مع أي شخص بالعملية كلها، فكيف يثق الزبائن بعلي بابا
كمنصة. لذلك فإن بعالم الإنترنت أهم شيء هو الثقة.
وإذا نظرت لجميع الأعمال التي تتم من خلال الإنترنت فإنها قائمة أصلاً على
هذا المبدأ، وبالعمل الحر كمثال .. المستقل يحتاج لأن يكسب ثقة صاحب المشروع أو
العمل حتى يكسبه كعميل، صاحب العمل لابد أن يثق بالمنصة التي ينجز عليها أعماله،
المنصة نفسها يجب أن توفر هذا المناخ من القواعد والقوانين التي تبني الثقة حتى
تنجح في مهمتها.
7- لا
مساعدات حكومية لا قروض .. إذا كنت
ستنشئ شركة، اعتمد على نفسك
يصف جاك ما أي شركة تتأسس على المساعدات الحكومية أو القروض بأنها شركة
فاشلة، نصيحته للشركات أن تركّز على السوق والمستهلك، ثم تنهض هي بالسوق، جاك لم
يعتمد في تأسيسه لإمبراطورية “علي بابا” على أية مساعدات حكومية أو قروض
من البنوك حتى أنه ذكر بالحوار “بالماضي لم أفعل، وحتى لو عرضوها عليها هم
الآن فلن أقبل“.
8- كن مجنونًا لا تكن غبيًا
يوجد الكثير من المستثمرين الغرب الذين يمتلكون حصصا بعلي بابا، كانت
معرفتهم بجاك ما وأفكاره وطريقة عمله هي الحافز لتلك الاستثمارات، فقد رأوا نموذج
عمل ليس موجودا بإي باي أو أمازون ولا في أي منصة تجارة إلكترونية غير علي بابا،
حتى أنهم وصفوا جاك بالمجنون.
ذكر جاك أن أول مرة عُرف بالمجنون بمجلة التايم عندما أفردت له عنوان “جاك
المجنون” ويعلق قائلاً
“الجنون شيء جيد لأننا مجانين لكننا لسنا أغبياء“
الفكرة هنا هي أن تؤمن بما يمكنك تقديمه لهذا العالم حتى ولو لم يعتقد بك
في البداية أحد، إذا كان لديك هذا النوع من الجنون فحريٌ أن تحافظ عليه وأن تطوره.
9- ربما
تعتقد بوجود المستحيل لكن بالعمل الجاد لفترات طويلة ستصنع الفرصة
ذكر جاك ما أن بالسنوات الأولى من تأسيس علي بابا كانوا يجنون “لا شيء“،
الربح صفر لمدة ثلاث سنوات هل يمكنك أن تتخيل هذا؟ كان يذهب للمطعم فيأتي له
النادل ويخبره أن الفاتورة تم دفعها مع ورقة مكتوب عليها “مستر جاك .. أنا
إحدى عملاء علي بابا وأجني الكثير المال من خلالها، أعلم أنك لا تجني شيئًا“.
يقلق جاك على الشباب اليوم ممن يفقدون الأمل والرؤية، شعور سيء بأن يتم
رفضك لكن العالم مليء بالفرص الأخرى التي تنتظرك لانتهازها، في صغر جاك كان يعتقد
أن كل شيء مستحيل، بعد تأسيس علي بابا يعتقد أن ليس كل شيء مستحيلاً، وأنه دائما
توجد طريقة.
10- لا تنجح
لنفسك فقط .. انجح لغيرك
في بدايات “علي بابا” أخبر جاك رفاقه بأن عليهم أن ينجحوا، لأنهم
إذا نجحوا فسينجح 18% من شباب الصين، جاك ورفاقه لم يكن آباؤهم أغنياء،
أعمامهم ليسوا أصحاب نفوذ، مثلهم مثل هؤلاء الشباب، لذلك يظهر هنا بشدة مبدأ
المبادرة والسبق في النجاح. إذا لم تفكر بالنجاح من أجلك ففكر بالنجاح من أجل
من هم بنفس ظروفك، يمكنك أن تعطيهم بعض الأمل في الحياة وتحقيق شيء ما. إذا أثبت
أنه بإمكان شخص منهم -بنفس ظروفهم- النجاح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق