دور المنزل في تربية الطفل المسلم

نحن بصدد البحث في هذا الـمـوضوع العظيم والذى يقلل كل شاب وفتاة منه أحياناً وفى الحقيقة هو الأساس والنواة الأولى المسؤولة عن الطفل الذى هو

#بذرة_زواج_اليوم_وحصاد_الغد 

ألا وهي الأسـرة وتكـوينها

وبينما وسائل الإعلام تدعوا للشهوات عياناً بياناً بما تتغنى به وتترده ليل نهار من كلمات عاريه وما تعرضه على أعينهم من مغازلات فيتربى الصغار والجيل الناشئ على هذا الأمر الواقع فينتهى الحياء وبانتهاء الحياء يبدأ عصر الرذيلة
وبقدر قدرة الانسان من المشى على القمر والتحكم فى طاقة البخاروالكهرباء والبترول والذره

لكنه لا يستطيع التحكم فى نفسه وشهوته

فمَن أراد بناء أسرة إسلامية ينشأ عنها جيل صالح عليه أن يهتم أولاً وأخيراً باخـتـيـار الـزوجــة ذات الـديــن والخلق الكريم والمَنبت الحسن حتى تسري إلى ذلك الجيل عناصر الخير وصفات الكمال

حث الإسلام على طلب الصلاح ، واعتبار الخلق والدين في أمر النكاح ، ورغّب في ذلك ، وشدّد في النكير على خلافه ، وجاء الوعيد بحصول الفتنة والفساد عند مخالفة ذلك ، والنظر إلى متاع الحياة الدنيا ، من المال والجاه والحسب والنسب .

 قـال - عـلـيـه الـصـلاة والـسـلام : " تُنكَح المرأة لأربع لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين، تربت يداك" متفق عليه .

لذلك فعلى الرجل أن لا يكون همه الاقتران بامرأة ذات جمــال، دون مـبـالاة بدينها وأخلاقها فإن ذلك منغص للحياة هادم لها مـسـبـب للفراق مستقبلاً 

وبالـمـقـابـل فإن الشريعة الغراء عندما دعت الرجل لاختيار الزوجة الصالحة فإنها حثت الآباء على حـسـن اختيار الرجل الكفء لبناتهم صاحب الدين والخلق القويم القادر على حمل الأمانة وصيانة المرأة
لذلك فإن حُسن اختيار الأم والأب ينشأ عنه صلاح ذلك الجيل الناشئ عن تلك الأسرة ، فكل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يُمجسانه ، كما ورد في الحديث الشريف (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. قال يا رسول الله وإن كان فيه؟ قال: إذاجاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ثلاث مرات) كما في سنن الترمذي

وقال رجل للحسن: " قد خطب ابنتي جماعة فمن أُزَوِّجُهَا؟ قَالَ: مِمَّنْ يَتَّقِي اللَّهَ ، فَإِنْ أَحَبَّهَا 

أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها " "إحياءعلوم الدين "

ولنقرأ معاً هذه القصة العظيمة من السلف الصالح :-

أراد  أمير المؤمنين عبدالملك بن مروان أن يُزوج ابنه لإبنة الامام سعيد بن المُسيب لما عُرف به من فقه وعلم وإخلاص لله وبعده عن المبايعة وصبرَه على الأذى حتى  جُلدَ بسبب اعتزاله ورفضه للمبايعة لكن  سعيد بن المُسيب رفض زواج ابنته من ابن أمير المؤمنين لعدم رغبته فى أن تُورث ابنته الملك  والخلافة وتكون ملكة متوجة وآثر ما عند الله فى الآخرة على متاع الدنيا الفانية

وكان لسعيد بن المُسيب تلميذ فى المسجد يُقال له عبدالله بن وداعة فأبطأ أى غاب  عنه أياما، فسأل عنه وطلبه وأتاه معتذرا عن تأخره لمرض زوجته وموتها.
فقال له: ‘ألا أعلمتنا بمرضها فنعودها، أو بموتها فنشهد جنازتها’ .
ثم قال: يا عبدالله تزوج ولا تلق الله وأنت أعزب.
فقال لسعيد: يرحمك الله ومن يزوجني وأنا فقير!؟
فقال له سعيد: أنا أزوجك ابنتي.
فقال عبدالله: فسكت استحياء واستعظاما
فقال سعيد: مالك سكت.. أسخطا وإعراضا؟
قلت: وأين أنا منها.
فقال: فقم وادع نفرا من الأنصار فأشهدهم علي النكاح، فلما صلينا العشاء الآخرة توجه سعيد بابنته إلي الرجل الفقير ومعها الخادم والدراهم والطعام، والزوج لا يكاد يصدق ما هو فيه

أولاً : مرحلة الطفولة مرحلة إعداد وتدريب وتربية ومن أجل ذلك حثت الشريعة الغراء على أمور منها :
1- تعليم الأطفال كل ما يعود عليهم بالنفع في الدين والدنيا وتلقينهم الشهادتين .
2- غرس محبة الله ورسوله وصحابته في قلب الطفل .
3- تحفيظ الأطفال صغار سور القرآن وما تيسر من الحديث وتعليمهم آداب الطعام والشراب والإستئذان .
4-  تعليمه الطهارة والوضوء .
5-  أمره بالصلاة عند بلوغه سبع سنين . 
 6- تعويد الأطفال  على الصدق والأمانة والبر والصلة .وإبعادهم عن مجالس السوء واللهو والمنكرات .
7- تعليمه الأدب الحسن (ما نحل والد ولده خير من أدب حسن ) .
 8- تجنييب الأطفال التدخين والمسكرات وما يفسد الدين والبدن والصحة والأخلاق .
 9- تدريبهم على الشجاعة والإقدام والاخلاص في العمل للحديث الشريف " إن الله يحب إذا عمِلَ أحدكم عملاً أن يُتقنه "
 10- تدريسه حياة العظماء والصالحين والأبرار ليقتدي بهم .
11- تعليمهم احترام الآخرين وحب الآخر والتآلف معه .

ثــانيـــاً : أخطاء نرتكبها في معاملة الأطفال :
1- سوء فهم نية الطفل وتجاهل عواطفه  فكثيراً ما نقسو عليه ونعاقبه بالضرب والازدراء والتحقير .
 كما أنه ليس كل مخالفة للوالدين يرتكبها الطفل عنوان الشقاوة ، بل هي على الأغلب عنوان نشاط وحيوية  ومظهر لنمو الشخصية لديه .
2- من الأخطاء تخويفه بالغول والعفاريت وأبو رجل مسلوخة ..... إلخ  ليهدأ أو لينام .
3- الاختلاط بين الجنسين ، والتساهل في مشاهدة التمثيليات ، وأفلام القتل والجريمة ، والانحراف ، وتصفح المجلات الخليعة .

ثــالــثـــاً : بعض الأمور النافعة في تربية الطفل :
1- القدوة الحسنة : 
وذلك لأن الطفل يقلد من حوله لا سيما الأم والأب والأقارب ، لذا لا بد من إيجاد القدوة الحسنة الملتزمة بالخلق الرفيع والألفاظ الطيبة .
2- الرفق : معاملة الطفل لا بد لها من عطف ورحمة به كما قال -عليه الصلاة والسلام- للأقرع بن جالس لما أخبر أنه لا يقبل أحداً حتى أولاده : " مَن لا يرحم لا يُرحم "
3- العدل : إن تفضيل الأبناء بعضهم على بعض يزرع العداوة والبغضاء ، وعلى الأبوين العدل بينهم في كل شيء ، لأنه أدعى إلى المودة والتآلف .

3- تعليم الطفل المسلم :
فالإسلام يحث على العلم وطلبه ونشره فقال صلى الله عليه وسلم " اطلبوا العلم ولو فى الصين  "
قال تعالى :  ((اقرأ باسم ربك الذى خلق )) ((عَلَّمَ الإنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)) ، وقال تعالى : ((الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ القُرْآنَ * خَلَقَ الإنسَانَ * عَلَّمَهُ البَيَانَ)) .

وهذه بعض الأمور التي يجب مراعاتها في تعليم الطفل :
1- تعليم الطفل الأكل باليمين والتسمية عند الأكل والدخول والخروج . 
2- تعليمه الاستعانة بالله وحده وتشجيعه على الصلاة مع الجماعة .
3- تعويده النظافة في الملبس والمسكن .
4- التفريق في اللباس بين الذكر والأنثى ، وعدم تشبه كل منهما بالآخر .
 5- تعويد البنت على الستر في الملبس منذ الصغر والحجاب عند البلوغ . 
6- تعليم الولد الرماية والفروسية والسباحة .
7- الاهتمام بتنمية جانب الذكاء لدى الطفل بالبحث والمناظرة .
8- عدم إنهاكه بالتعليم النظري المتواصل حتى لا يمل ويتركه .

هذا وأرجو أن أكون قد وفقت في عرض سريع مختصر عن دور المنزل في تربية الطفل المسلم حيث إن الموضوع لا يمكن الإلمام به من جميع جوانبه في مقالة قصيرة كهذه .
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .

المراجع :
1-- عصر القرود / د . مصطفى محمود  
2- الطفل في الشريعة الإسلامية / د. محمد أحمد الصالح . 

3- الطفل المثالي في الإسلام / عبد الغني الخطيب 

.4- كيف نربي أولادنا / الشيخ محمد جميل زينو .

إعداد : سعيد محمود سعد