الوقت حياتك

الوقت نعمة عظمى من نعم الله على الإنسان :

{ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا } ( الإسراء : 12 ) -

ولأهميته أقسم الله به في القرآن في أكثر من موضع , وأكثر من سورة , كالفجر , والليل , والضحى , والعصر . ولله تعالى أن يقسم بما شاء ولكن العبد لا يقسم إلا بالله – جل وعلا . – والإنسان لم يخلق عبثًا , ولم يترك سدًى : { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ }( المؤمنون : 115 ) , أي: أفظننتم أنكم مخلوقون عبثا بلا قصد ولا إرادة منكم ولا حكمة لنا، ولا تعودون في الدار الآخرة , وقال تعالى : { أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى } ( القيامة : 36 ) ، يعني هملًا . ( تفسير ابن كثير ) -

ولكن الإنسان خلقه الله تعالى لمهمة محددة في هذه الحياة : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } ( الذاريات : 56 ) , والعبادة اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة , والحياة كلها تصبح محاريب للعبادة إن تحقق فيها الإخلاص , ومتابعة هدي النبي – صلى الله عليه وسلم . – والوقت هو الحياة , أو العمر الحقيقي للإنسان , فيجب عليه أن يحسن عمله : عَنْ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ قَالَ مَنْ طَالَ عُمْرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ قِيلَ فَأَيُّ النَّاسِ شَرٌّ قَالَ مَنْ طَالَ عُمْرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ ) رواه أحمد .

- وما مضى من الوقت لن يعود , فعلى الإنسان ألا يقع فيما وقع فيه كثير من الناس , من التسويف , وقتل الوقت , وغير ذلك . يروى عن الحسن البصري قوله : ما من يوم ينشق فجره إلا نادى مناد من قبل الحق : يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد , فتزود مني بعمل صالح فإني لا أعود إلى يوم القيامة ) – فالوقت أمانة , يسأل عنه العبد يوم القيامة . عن أبي برزة الأسلمي قال – قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن علمه فيم فعل وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن جسمه فيم أبلاه قال هذا حديث حسن صحيح .

- ويوم المسلم يبدأ من صلاة الفجر عن صخر الغامدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( اللهم بارك لأمتي في بكورها ) السنن الكبرى للنسائي . وعلى المسلم أن يتحرى الأوقات الفاضلة , ويحرص على استثمارها , كوقت السحر , ويوم الجمعة , وشهر رمضان . – وعلى المسلم أن يضع برنامجًا محددًا لاستثمار وقته , ويحرص على التوازن بين العبادات الفردية , والعبادات الاجتماعية , ليقوم بأداء ما عليه من واجبات , تجاه الخالق سبحانه وتعالى , وتجاه الخلق كالأرحام والجيران , وغيرهم . وبالله التوفيق .

بقلم : فرج أبوطير